كيف تصادق الكتاب؟ (اختر وركّز)

كيف تصادق الكتاب؟ (اختر وركّز)

  • كيف تصادق الكتاب؟ (اختر وركّز)

اخرى قبل 1 سنة

كيف تصادق الكتاب؟ (اختر وركّز)

بكر أبوبكر

إن القيام بأي عمل والمقصود العمل المثمر أو العمل المفيد والإيجابي للشخص أو محيطه أووطنه، يحتاج لمكونات أساسية هي الدافع أو الحافز أولًا كما يحتاج لاتخاذ القرار مرتبطًا بالخطة والهدف وطريقة التنفيذ ووقته وآلياته، ثم يحتاج ثالثًا لممارسة العمل أوالفعل من خلال جهد دؤوب مثابر عنيد يتحول لعادة أو رتابة (روتين) يومي بعد مدة. والتي لن يحسّ بها مع المواظبة بمرور الزمن الا وهي جزء من حياته (أنظر فكرة الصلاة والدعاء والوضوء بمنطق المواظبة والمثابرة والنظام والأثر....). وصداقة الكتاب واحدة من هذه الأفعال المثمرة في ظل طغيان وسائل التواصل الاجتماعي الى درجة السيطرة والتحكم بالعقل والسلوك.

في محاولة لنقل التجربة بصداقة الكتاب في عالم الهيمنة الألكترونية والافتراضية القادمة من الشابكة عبر السيل المتدفق الذي لا ينقطع من الأخبار والاعلانات والترويجات المفيدة أوالضارة، وذات الأهمية وتلك المنعدمة سنعرض 10 نقاط نرى أن تحقق فعل القراءة للكتاب (الورقي أوالالكتروني) أو الدراسة العميقة ما ينتهي بصداقة الكتاب

1-اختر كتابًا تحبه: (أنظر الي: العنوان، الموضوع، المؤلف، دار النشر، التقديم، الفهرس، المسموعات، يوافق اتجاهاتك...) أو قد يمس تخصصك، تفضيلاتك العلمية أو الادبية أوالاجتماعية أو التاريخية او السياسية، او بتوصية من صديق أو جهة او عبر البحث...المهم أنه يجذب اهتمامك وقد يكون ذو صلة بك. ولابأس لاحقًا أن تنوع بالقراءة ولا تقتصر على نموذج واحد.

2-حدد مكانًا للقراءة:اختر مكانًا مريحًا للك للقراءة حيث الابتعاد عن المشوشات أو المثيرات الحسية فقد يكون في القطار أو في الحافلة أو في المكتب صباحًا أو مساءً وقد يكون في غرفة المعيشة او النوم المهم أن المكان مريح لك.

3-حدد زمانًا ووقتًا للقراءة: حدد زمانًا ما بين الصباح او المساء، وزمانًا بمعنى كل يوم اويوم بعد يوم في ساعة محددة، وحدد وقتًا (ساعة أو ساعتين، او 3...) ولكن تعامل مع الوقت: بثبات وإصرار ومثابرة وتكرار الفعل (فعل القراءة) وإن قلّ الوقت ولكن بوقته يوميًا.

4-ركّز: إن عملية التركيز انتفاضة على صخب الحياة، وانتفاضة على التشويش والمثيرات الحسية الخارجية والباطنية، وثورة على ايقاع الحياة العادية والافتراضية (الالكترونية) المتسارع.

إن التركيز ليس ضروري فقط للقراءة بل للنفس والجسد والعقل والروح عامة، وهو حاجة قد شملها الله تعالى وحدّدها يوميًا لاستعادة الذات عبر الصلاة والدعاء (في الاسلام والمسيحية وغيرهما كمثال، ضمن مفهوم الخشوع).

إن التركيز رفض عنيد للمداهمات الفكرية التي تتسلل الى عقلك بلا استئذان وأنت تحرث في حقل آخر.

إن التركيز أن تملك مفاتيح ذهنك بيدك فلا تسمح لأي مداهمة أن تباغتك، فالباب مغلق لمدة ويجب أن يظل كذلك حتى تعطي الأذن.

مادام المفتاح بيدك (قدرة التركيز) فالباب حاجز ومانع للتطفل وحالات التسلل.

إن التركيز فيما قبل القراءة: ]تهيئة[ مسبقة بإخلاء المكان (الدماغ) من كل المثيرات الجانبية (الأفكار والتصورات ..)، قم بمسحها، ثم قم بترتيب المكان بعقلك ليُحسن الاستقبال فلا يكون في المساحة الخاصة في مساحتك الخاصة الا ما يحبب لك ذلك.

إنها حالة استعداد مسبق يتلوها ثانيًا: انطلاق أوتفعيل قوتان معًا اولها ]قوة المنع[ من دماغك لأي طَرَقات على باب مساحتك الخاصة أو حقلك، مكانك المهيأ.

يجب أن تدرب نفسك على تخلِية الدماغ وإفراد ]مساحة خاصة[ بالزمن المحدد، وأثناء ذلك يتم منع كل الخواطر والأفكار الطارئة-وقت التركيز-بل وتحقق نصرك بمنعها من الدخول الى مساحة تأملك او تفكرك المحدد او قراءتك المحددة. إنها القدرة على المسح ثم تنظيف المكان ليستقبل القادم الذي تتفاعل معه فقط بالمدة المقررة.

أما ثالثًا وأثناء جريان نهر فعل القراءة فإنك تفعّل القوة الثانية بعقلك وهي قوة الدفق مقابل قوة المنع، أي انك تفعل قوة المنع للمخالف من الأفكار التي تداهمك من خارج موضع المساحة الخاصة وتقرر تفعيل ]قوة الدفق[ في القراءة والاستقبال وفي التفاعل مع المحدد من المواضيع في المساحة الخاصة المخلاة.  (يتبع)

 
 
 
             
 
 

التعليقات على خبر: كيف تصادق الكتاب؟ (اختر وركّز)

حمل التطبيق الأن